الأربعاء، 30 مارس 2016

أصل التسمية




عُرفت عُمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من إسم و من أبرز أسمائها ( مجان ) و( مزون ) و ( عُمان ) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد . فإسم ( مجان ) إرتبط بما إشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعُمان صلات تجارية و بحرية عديدة و كان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم ( أرض مجان ). أما إسم ( مزون ) فإنه إرتبط بوفرة الموارد المائية في عُمان في فترات تاريخية سابقة و ذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. و كلمة ( مزون ) مشتقة من كلمة ( المزن ) و هي السحاب ذو الماء الغزير المتدفق . و لعل هذا يفسر قيام و إزدهار الزراعة في عُمان منذ القدم و ما صاحبها من حضارة أيضاً و بالنسبة لإسم ( عُمان ) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عُمان في اليمن ، كما قيل إنها سميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام و قيل كذلك أنها سميت بهذا الإسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم . و كانت عُمان في القديم موطناً للقبائل العربية التي قدمت إليها و سكن بعضها السهول و أشتغلت بالزراعة و الصيد و إستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية و الصحراوية و أشتغلت بالرعي و تربية الماشية .












ما قبل التاريخ[عدل]

إختلفت الآراء في أصل تسمية عُمان فالبعض يرجعه إلى قبيلة عُمان القحطانية و البعض يأخذه من معنى الإستقرار و الإقامة ، فيقول إبن الإعرابي : العمن أي المقيمون في مكان ، يقال رجل عامن و عمون و منه إشتقت كلمة عُمان و يستطرد فيقول: أعمن الرجل أي دام على المقام بعُمان أما الزجاجي فيقول : أن عُمان سميت بإسم عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام ، بينما يذكر إبن الكلبي : أنها سميت بإسم عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه هو الذي بنى مدينة عُمان . أما شيخ الربوة فيقول : أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن لوط النبي عليه السلام .

و قيل أن الأزد سمت عُمان ( عُمانا ) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عُمان فشبهوها به و من أقدم المؤرخين الرومان الذين ذكروا عُمان بهذا الإسم يلينوس الذي عاش في القرن الأول للميلاد ( 23 م – 79 م ) فقد ورد في كتاباته إسم مدينة تسمى عُمانه ( OMANA ) و كذلك ورد هذا الإسم عند بطليموس الذي عاش في القرن الثاني للميلاد و يظن جروهمان أن عُمانه المذكورة عند هذين المؤرخين هي صحار التي كانت تعد المركز الإقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الكلاسيكي و قد عرفت عُمان بأسماء أخرى فقد أطلق عليها السومريون و دول بلاد ما بين النهرين إسم ( مجان ) ربما نسبة إلى صناعة السفن التي تشتهر بها عُمان ، حيث ورد في النقوش المسمارية بأن مجان تعني هيكل السفينة كما سماها الفرس بإسم ( مزون ) و ورد إسم عُمان في المصادر العربية على أنها إقليم مستقل .

في جنوب سلطنة عُمان تقع مدينة تعرف ب( ظفار ) و يعود تسميتها إلى عصور قديمة فقد ورد ذكر ظفار في أحاديث روتها أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما . و تم إكتشاف موقع أثري في عام 2011م يحتوي على أكثر من 100 قطعة من الأدوات الحجرية و كذلك تم إكتشاف مواقع أثرية كالبليد و سمهرم و هو موقع أثري مشهور حيث كانت السفن تنقل اللبان الظفاري منه إلى جميع أنحاء العالم و قد ورد ذكر ظفار في المنحوتات الفرعونية زمن الملكة حتشبسوت فقد كان ينقل إليها اللبان الظفاري ليتم حرقة في المعابد الفرعونية ..[8]

في مدينة عبري ، هو أقدم المستوطنات البشرية المعروفة في المنطقة ، التي يعود تاريخها ما يصل إلى 8000 عام إلى أواخر العصر الحجري تم إكتشاف.[9] البقايا الأثرية هنا من العصر الحجري و العصر البرونزي . و شملت النتائج الأدوات الحجرية ، عظام الحيوانات و قذائف و مداخن النار ، مع تاريخها في وقت لاحق إلى 7615 عام قبل الميلاد و التي تشير إلى أقدم علامات الإستيطان البشري في المنطقة . و تشمل إكتشافات أخرى مثل الفخار مصبوب اليد و التي تحمل علامات ما قبل العصر البرونزي المميزة و ينفذ الصوان الثقيلة و آثار أدوات و مكاشط .

على جبل صخرة وجه في نفس المنطقة ، تم إكتشاف لوحات الكهف . كما تم العثور على رسومات مماثلة في مناطق وادي السحتن في ولاية الرستاق و وادي بني خروص في ولاية العوابي. فهي تتألف من شخصيات البشر تحمل أسلحة و يجري التي تواجهها الحيوانات البرية . و سيوان في هيما هو موقع محلي آخر يعود للعصر الحجري حيث وجد علماء الآثار النصال و السكاكين و الأزاميل و الأحجار الدائرية و التي قد تكون إستخدمت لإصطياد الحيوانات البرية .